الاثنين، 2 سبتمبر 2013

أدَبْ الإختِلافْ ..!

أدب الإختلاف ..

"الطبيعي أن  كل شخص هو محل إنتقاد ..
وكل رأي هو محل إحترام " 
لو أخذنا هذه الجملة كقاعدة أساسية في تعاملنا لما إختلفنا ولما ساد بمجتمعنا التنامي الذي جذوره إختلافات فكرية .. 

ولو طبقنا تلكَ القاعدة بحياتنا لما تدنّينا بمستوى الخلاف الى القاع ولكُنّا حافظنا على مراتب الإحترام وإن إختلفنا ، لكانَ كل رأي مُرحّب به دونَ قبوله ، لكُنا نتوق للحوار لنُثري عقولنا ونَرتفي ببعضنا ..
لو !!!!

لكن في مجتمعنا تسودها خلافات وتنافر وتجنّب النقاش ، لِـ تمسّك كلٍ مِنّا برأيه وإعتبار كل صاحب رأي مُختلِف مُحارِب لنا وضدنا .. 

وهذا المفهوم الخاطئ بات يتجسّد أغلب العقول وتغافلوا عن أمر مهم وهو أن الله خلقنا مختلفين لا يتشابه أحد منا مع آخر وخير دليل قوله تعالى ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ ..
فالله خلقنا مختلفين في الميول في الذوق في الرأي وفي كل شي ..

وما نعانيه فعلاً هو الشيوع بالجهل ، الجهل بثقافة الحوار والإختلاف ، والتمسك بالرأي وإن كانَ باطلاً وعدم خلق الفرصة للتحاور ، للإثراء ، للإفادة ، للإرتقاء ..

ومع ذلك نحنُ نملك الحل ، نحنُ بيدنا إجتثاث جذور الخلافات من علاقاتنا وإستبدالها بأساس سليم ..

ولنا في قيمنا الأصيله ومبادئ ديننا الحنيف ما يؤكد أن الطبيعة البشرية تميل بفطرتها الى الحوار والجدال بقوله تعالي  ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَان أَكْثَر شَيْء جَدَلًا ﴾ ، وعلى من يبتغي الحوار أن يُؤمِن بإختلاف الرأي ويتسلّح بحسن الخطاب وفهم مستوى الشخص الآخر العلمي ليُخاطِبه حَسب فهمه ، مع عدم إستفزاز وازدراء الغير وحسن الإستماع للآخر وأن يكون الكلام في حدود الموضوع والبعد عن رفع الصوت وفحش الكلام والتروي وعدم الاستعجال وإصدار الكلام بعد تفكير ..
 
فأدَب الإختِلاف يفترض مِنّا الموضوعية التي ترى الحسنات والسلبيات بآن معاً وترى العقبات مع إمكانية التغلب عليها وحينما نأخذ هذه العناصر بعين الإعتبار نكون قد حققنا أدَب الإختِلاف المتكافئ الذي يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي الذي يُؤمِن بحتميّة الاختلاف بين البشر وآدابه وشروطه ..

فلـ نتقبل إختلاف بعضنا ونحترم آرائنا لِـ نرتقي ولِـ تصفى النفوس ولِـ نُزيح ثقل القلوب .. 

بِقلم حُر 
المحامية منى البصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق