الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

وحل الإنسانيّة ..!

نبحث عن الإنسان في داخل الإنسان .. ففي زمن المصالح والشعارات الزائفة إندثرت الإنسانية بعدما فقدت معناها في زمن الشعارات الرنّانه والقسوة وشريعة الغاب وغيبوبة الرحمة وبرجماتية العفنة التي تتحكّم بالتصرفات .. 

في زمن المذهبيّة والطائفيّة ماتت الإنسانيّة إلا مارحم ربي ممّن لا لاحول لهم ولا قّوة ، عندما تتلوّن الآراء على حسب المذاهب والطوائف ، عندما يُستَباح على من هم ضدهم ماهُوَ غير مقبول عليهم ، عندما يروون تعطّش عنصريتهم من جوهر مبادئهم ..

الإنسانية طُعنِت في الصميم بمشاهد الإحتفال بالدم ، في اليوم الذي قُبل فيه الظلم على مَن يتعارض مع معتقداتهم ، في اليوم الذي رُخِص به الدم المُحرّم وأصبح الإختلاف بعدَ الإستباحة فقط على مقاييس حرمته ..

فُقِدت الإنسانية عندما صُمّت الآذان عن شهقات الثكالى صرخات الأطفال التي توالت صداها والتي لم تتعدى الجدران لِـ تُدفَن أجسادهم مع ندائهم ..

فُقِدت ، حينما أصبحت المنظمات التي تتكلم بلسان الإنسانية منظمات دُمى تَسمع تَرى لا تتكلم ولا تتحرّك الا بِلُغة المصالح .. حينما إمتد حاجز الصمت المخزي المجتمع الدولي والعربي لآخر مداه ، لا تُسمَع من خلفه غير أصواتهم وصدى مصالحهم ..

فُقِدت ، حينما تبدّلت إنسانيتهم وأصبح بداخلهم سفّاح يقبل بالقتل يفرح للقتل يستبيح الظلم ويفرح لظلم المظلوم ..

فُقِدت ، حينما إمتلأت القبور من الضمائر التي دُفِنت حيّة بنبض لا يشعر به غيرِ التُراب ، التُراب الذي خُلِق منهُ الإنسان ، التُراب الذي كان يتجسّده إنسان ، لا تشوبه شائبه ، صافي وشفاف ..

وتناسوا بأن الإنسانية هي نبض الضمير ، الضمير الذي هو صوت الله فينا ينطق بدواخلنا ليُحيي إنسانيتنا ، الإنسانية التي هي منهج الحق ، العدل ، الرحمة ، المواساة والحب ..

وحينما نرى الإنسان بلا إنسان ونرى أجساد بلا أرواح فإننا نقف حدادا على الإنسانية التي شُيعت في دواخلنا .. الإنسانية التي تجردّت منا وليس نحنُ من تجرّد منها ..

نقولها بكل أسف .. في داخل الإنسان لم يعد إنسان ولا عزاء للإنسانية المهترئة والقلب مكلوم والعين جفّت دموعها أصبحنا أشباه بشر في زمن اللابشر ..

بِـ قلم حُر 
منى البصري
On twitter @MunaAlbasri

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق