لم تعد هناك ثمة مفاجأة لأية تصريحات حكومية هكذا تعودنا دوماًً حقاً أصبحنا نتلقّف الصدمة تلو الأخرى بصدر أثقلته الهموم ولازال يقاوم بالكلمة داحضاً كل حجة يتم التذرع بها ..
وآخر ماخرجت علينا به حكومتنا كنذير وليس كبشير بإنتهاء دولة الرفاهيه وتحديد عام ٢٠١٧ لا نعلم الرجم بالغيب وهو محرم بديننا الحنيف أساساً ، الا أننا وبدراسة ورد عقلاني نبسط رأينا تعقيبا على تلك النُبوءَة ..
خيباتنا كما سلف القول متتالية ولكن إن إفترضنا ذوبان دولة الرفاهيه كسؤال بسيط يتبادر للذهن مالسبب وهل كان الشعب الكويتي جميعه يعيش برغد وبحبوحة من العيش ؟ الجواب من واقعنا شعب يُعاني من أزمات لاتحصى على سبيل المثال لا الحصر أزمة الإسكان وتردّي المستوى الصحي وإنهيار المستوى التعليمي وإختناق مروري قاتل لازال بلا تخطيط وبلا حل !! ديون أثقلت كاهل المواطنين ؟ أين الرفاه حينما يصبح إمتلاك بيت حلم من أحلام اليقظة ؟ أين الرفاه وأغلب الشباب رواتبهم على الإيجار ؟ أين الرفاه وفي أغلب المستشفيات نجد نقص في الأسرّة والمعدات ؟ أين الرفاه وجامعة الكويت لا تستوعب أعداد الخريجين ؟ أين الرفاه وهناك الآلاف من العاطلين والمسرّحين ؟ أين الرفاه وأغلب المناطق بنيتها التحتية متهالكة ؟
هل الرفاه بنظرهم أننا بدولة لا تفرض على شعبها الضرائب أم لأننا في بلد نفطي لم تستفد منه؟ أين ثماره التي يفترض أن تكون ؟ أين الصناعه ؟ أين الزراعه أين الإستثمار في الصناعات الغذائية البحرية والاستفادة من أكبر واجهه بحرية ؟ أين السياحة ورعايه الدول العربية تنتظر على أبواب الهجرة ولا تحصل على سمة دخول ؟
هل كانت الرسالة موجهه للشعب عامةً أم كانت لشريحة هي بالفعل مرفّهه ؟ أم لأننا في وطني إعتدنا التصنيف وكلما سعينا لأن نُخيط نسيجنا الوطني ونوحّد صفوفنا يحاول البعض جاهداً تمزيق ما تبقى من ذاك النسيج ..
وبرأيي دولة الرفاه إنتهت تحت وطأة الفساد المزمن وإنتهت تحت وطأة الإستثمار الوهمي للمال العام وانتهت تحت مسمى التبرعات العشوائية وانتهت كما تنتهي كل وزارة بطي صفحة الفساد بحل كل وزارة ويأتينا كالعادة وزير جديد يستأثر بكل شي ولايفوض الوكلاء بثمة إختصاص ليشبع مركزه ..
وبدل ما أن تصرّح الحكومة بعدم إمكانية دوله الرفاه كما تدّعي كان الأوحب عليها أن تفكّر بصوت مسموع في حلول وبدائل أو أن تفتح آذانيها لمن يهمهم أمر الوطن ومصلحة الوطن ..
صفوة القول أنه بالإصلاح والاستقرار والقضاء على الفساد والإبتعاد عن مركزية القرار والرجوع الى دستورنا الذي أكد على تحقيق كل متطلبات الإزدهار والرفاهية للوطن والمواطنين شريطة محاسبة أنفسنا وإتباع كل ما من شأنه تحقيق الرفاه للمواطنين وفق برنامج حكومي معلن يتمتع بالشفافية ، أعباء كثيره على البرلمان والبرلمانيين والمطلوب من حكومتنا الرشيدة مد يد العون للبرلمان وإيجاد مناخ من الشفافية ببرنامج إقتصادي سياسي إصلاحي تتكاتف الجهود لتنفيذه حينها ستكون التنمية مستمرة وحياة الرغد والرفاهية واقع نعيشه ..
نحزن لحال بلد كان يوماً دُرّة الخليج وكان مثال يحتذى به للرفاهية والتنمية وأين نحن منه الآن ؟ أين نحن من الأجداد والآباء الذين حفروا بأذرعهم وعرقهم طريق الرفاهيه ؟
نحزن ولكننا لن نفقد الأمل فعهدنا وأملنا برجال ونساء أحبوا الكويت وأحبتهم فسيكون العطاء وفيراً منهم لوطن حبيب يستحق منا الكثير الكثير الكثير ..
الله يحفظ الكويت وأهلها ويديم عزها ♡
بقلم
المحاميه منى البصري
On twitter @MunaAlbasri
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق